قال تعالى: ﴿مثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 261]
تــعد الزكاة من أكثر أدوات البنك الاسلامي فاعلية وأهمية في تحقيق أهدافه الإجتماعية، فالدور الذي تلعبه البنوك الإسلامية في ممارسة هذه الخدمة يعد منسجماً ومكملاً لباقي الأدوار الاقتصادية التي تقوم بها، بل وجزءاً مهماً من صميم عملها ونشأتها.
وذلك لأن البنك الاسلامي عندما يقوم بتســلم أموال الزكاة وتوزيعها على مســتحقيها ، فهو يؤدي عملاً إيجابياً في خدمة الحياة الاجتماعية.
وبالتالي فإن الزكاة لا تصبح مجرد إحسان لسد حاجة الناس، بل تصبح أداة تنظيم فعالة ووسيلة رقي بالمجتمع وزيادة عنصر التوظيف الأمثل فيه.
شــــــــــروط مال الزكـــــاة
وفيما يخص الشروط الواجب توافرها في مال الزكاة فهي كالتالي:
أن يكون المال مملوكاً لصاحبه ملكاً تاماً: فالمال يجب أن يكون مملوكاً لصاحبه رقبةً ويداً، أي أن يكون المال بيده ولم يتعلق به حق غيره، وأن يتصرف فيه بإختياره وأن تكون فؤائده حاصلة له.
ملك النصاب: أي القدر المعلوم لما تجب فيه الزكاة، وقد أجمع الفقهاء على إشتراط بلوغ المال النصاب كي تجب فيه الزكاة .
حولان الحول: إن مرور الحول على النصاب في ملك المزكي شرط لوجوب الزكاة في النقدين والماشية وعروض التجارة .
مصـــارف الزكــــــاة
ربطت الشريعة الإسلامية الإيراد بالإنفاق فقد وضحت الجهات التي يجب أن تصرف إليها الزكاة، وفي هذا اهتمام من الشارع بتوجيه الموارد وتقديم رعاية دائمة لفئات اجتماعية معينة، أياً كانت طبيعة الحاكم الذي يحكم الدولة وأياً كانت الظروف الزمانية والمكانية، ما دام أن حقها قد قدره الله سبحانه وتعالى.
فقد حدد الله عز وجل مصارف الزكاة بالأصناف الخاصة التي في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60]
ويأتي دور البنك بعد تسلم مبالغ الزكاة من أصحابها بأنه يوزع الزكاة على الجمعيات الخيرية المرخصة أصــولاً والتي تخدم الفقراء والمساكين.
الفائــــدة الاقتصادية للزكـــــاة
بالإضافة إلى الدور الإجتماعي والروحي الذي تلعبه الزكاة في المجتمع، فإن لها أيضاً إنعكاساً إيجابياً من الناحية الإقتصادية، ويتجلى ذلك في أن الزكاة أكبر عامل من عوامل:
1- إستثمار المال وتنميته، وبالتالي دفع عجلة الإقتصاد وتحريكها باستمرار وجعل النقود في تداول سريع، مما يحفظ للإقتصاد حيويته وكفاءته.
2- إعادة توزيع الثروة حيث إن الزكاة تضع في يد الفقراء قوة شرائيةً تجعلهم يتمتعون بحياة طيبة، وكل تداول للمال يؤدي الى زيادة الطلب، وهذا يعني زيادة الإنتاج الذي يشكل مفتاحاً للرفاهية الإقتصادية .
3- العمل حيث إن الزكاة في إعادتها لتوزيع الدخل تقلل من حدة التفاوت الطبقي، وهذا له تأثير كبير في معالجة البطالة، فعندما تتوجه حصيلة الزكاة لطبقة الفقراء المستهلكين ،فإن هذا يؤدي بدوره الى زيادة الطلب ووبالتالي خلق فرص عمل جديدة.
خـــصـــائص خــدمة زكـــــاتــــي
أما ما يخص خدمة زكاتي في بنك سورية الدولي الإسلامي:
1- فإنها تقوم بتســـــلم أموال الزكاة في صندوق خاص، تصرف من خلاله الأموال في وجوهها الشرعية المحددة، ويتمتع هذا الصندوق باستقلالية عن حسابات البنك.
2- يتم صرف الأموال بناءً على توجيهات وتــوصيات هيئة الرقابة الشرعية، وتوزع على الجمعيات الخيرية المرخصة أصولاً والتي لديها حسابات مصرفية في البنك.
3- تتكون موارد الصندوق من:
أ- زكاة الأسهم للمساهمين في البنك.
ب- زكاة الحسابات المصرفية لعملاء البنك.
ت- زكاة غير المتعاملين مع البنك، وهم أشخاص مستقلون يختارون تفويض البنك في أخذ زكاتهم وصرفها في أوجهها الشرعية.
4- لا يتم تغذية صندوق الزكاة إلا بتفويض وإجازة من قبل صاحبها عن طريق مراكز العمل في البنك لأن البنك غير مخول بإخراجها لوحده.
ميزات خــــدمة زكـــــــــاتي
يقدم صندوق الزكاة في البنك الإسلامي عدة ميزات إيجابية:
1- خصم قيمة الزكاة المستحقة شرعاً من أرصدة حسابات الزبائن بعد تفويض من أصحابها، أو إيداع المبالغ مباشرة من قبل غير المتعاملين.
2- يضمن سلامة العملية باعتبار أن هذه العمليات تدار بطريقة مصرفية وحديثة تضمن دقة عملية الحساب لتلافي الوقوع في أية أخطاء.
3- يشجع الزبون على إخراجها في وقتها دون تهاون وبكل اطمئنان، بحيث إن البنك يأخذ الأموال المودعة من العميل، فيكون هناك اندماج ما بين عملية الإيداع والاستثمار وتوظيف الأموال من جهة، وعملية خصم الزكاة المستحقة شرعاً عليها من جهة ثانية.
4- يعتبر البنك أداة فعالة وكفيلة بتطوير بنوك الزكاة من بنوك استهلاكية الى بنوك إنتاجية استثمارية من خلال إنتقاء المشاريع الاقتصادية التنموية التي تساهم في إنماء أموال الزكاة.
5- يتم توزيع المبالغ المودعة في الصندوق على حساب الجمعيات الخيرية المرخصة أصولاً في القطر العربي السوري.
6- تتم الرقابة على صندوق الزكاة من خلال إدارة الرقابة والتدقيق الشرعي، وتحت الإشراف العام لهيئة الرقابة الشرعية.
يتبين لنا مما سبق الحكمة الإلهية في فرض الله سبحانه وتعالى للزكاة على عباده، فهي ليست عبئاً مالياً على المسلم، يشق عليه ويرهقه، بل هي رسالة رحمة ووسيلة تربوية فاضلة هدفها صلاح وتنمية المجتمع وسيادة روح التعاون والتكافل بين المسلمين، فالمفروض علينا المحافظة على هذه الفريضة والنهوض بها لما فيها من أجر وخير.
لذلك كانت خدمة زكاتي خدمة مجانية ومتاحة للمتعاملين مع البنك وغيرهم، وتمكّن العملاء من دفع الزكاة في جميع فروع البنك وبأي طريق يريدون (إيداع نقدي أوتحويل مبالغ من الحساب)، حيث يتم تحويل مبلغ الزكاة إلى حساب صندوق الزكاة ((555)).https://www.youtube.com/watch?v=7G_vtDeM3J0